خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حملة صهيونية لشيطنته: «غوتيرش».. مُعادٍ للسامِيّة؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب

منذ خطابه «المُدوي» الذي ألقاه أمام مجلس الأمن في 25 تشرين الأول الماضي, وقال فيه انطونيو غوتيرش/الأمين العام للأمم المتّحدة: من المهم «أن ندرك أن هجوم حماس لم يحدث من فراغ». إذ يعيش سكان فلسطين تحت الاحتلال الخانق منذ 56 عاماً، لقد رأوا - أضاف - أراضيهم تمتلئ بالمستوطنات بشكل مُطّرد, وتعرّضوا للعنف وخنق الاقتصاد ونزوح الناس، وهدم المنازل. وآمالهم في التوصل إلى تسوية سياسية للحالة الصعبة, تتلاشى أمام أعينهم. ولكن استياء الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُبرر الهجوم المُروع لحماس، والهجوم المروع لحماس, لا يمكن أن?يُبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.

نقول: منذ ذلك الخطاب غير المسبوق في وضوحه وشجاعته، تعرّض ويتعرّض غوتيرش, إلى حملة تشهير وتحريض إعلامية وسياسية صهيوأميركية تجاوزت كل الحدود. سواء في دعوته إلى الاستقالة كونه «غير جدير بموقعه», و«لا يستحق أن يكون على رأس الأمم المتحدة». كما زعم إيلي كوهين/وزير خارجية الكيان. وأنه «مُنفصل عن الواقع ويرى ما حدث في 7 أكتوبر, بطريقة مُشوهة وغير أخلاقية», وفق جلعاد أردان/مندوب الدولة الفاشية في الأمم المتحدة.

ناهيك عن إعلان إيلي كوهين «مُقاطعته» غوتيرش, مُوجهاً إليه سؤالاً استنكارياً فيه مسّ بكرامة أرفع موظف دولي في العالم, قائلاً له: «سيدي الأمين العام في أي عالم تعيش؟, فضلاً عن مطالبته غوترش بـ"الاعتذار والاستقالة من منصبه»، مُعتبراً/كوهين أن موقف غوتيرش «مُنحاز ومشبوه، بل وصمة عار على الأمم المتحدة». بدوره، قال بيني غانتس/عضو «مجلس الحرب»: «الأيام التي يدعم فيها الأمين العام الإرهاب هي أيام مُظلمة بالنسبة للعالم». و«مَن يُبرر الإرهاب لا يستحق أن يتحدث باسم العالم». بل حتى زعيم المعارضة/ يائير لابيد, لم يُفوّ? فرصة مُهاجمة غوتيرش، حيث قال: «لقد جلبَ غوتيرش العار للأمم المتحدة. لقد قدّم خطابه مُبررات وتبريرات للإرهاب الهمجي».

ترافق ذلك كله مع إعلان حكومة نتنياهو أن تل أبيب «سترفض» منح التأشيرات لمسؤولي المنظمة الدولية بعد تصريحات أمينها العام، ومُباشرة رفضتْ بالفعل منح تأشيرة دخول لوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية/مارتن غريفيث. دون إهمال رد الفعل اللافت الذي صدر من الولايات المتحدة، على لسان مُنسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض/الجنرال جون كيربي, الذي أبدى «استغرابه» قائلاً: انه «لم يَفهم» ما يعنيه غوتيرش, في حديثه عن أن «هجوم حماس لم يأت من فراغ».

إلى أن جاءت رسالة غوتيرش الأربعاء الماضي إلى مجلس الأمن، استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية, التي تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يُعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر», داعياً إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن ما اعتبره المراقبون أول «تفعيل» لهذه المادة منذ عقود، هنا ضربت الهيستيريا عقول قادة الدولة العنصرية, فقاموا بوضع غوتيرش على قوائم الاستهداف, على نحو لم يتردد فيه إيلي كوهين/وزير الخارجية, في اتهام غوتيرش بـ"مُعاداة السامية». فقط لأنه دعا إلى وقف إطلاق النار (عبر تفعيل المادة 99) ?ُعتبراً/كوهين: أن فترة ولاية غوتيرش «تُشكل خطراً على السِلم العالمي».

يجب أن لا يغيب عن ذهن أحد, ان لجوء الدوائر الصهيوأميركية, إلى إستخدام سلاحيّ «إنكار الهولوكوست, ومعاداة السامية», وإشهار أحدهما أو كليهما في وجه أي شخصية برلمانية أو سياسية أو إعلامية اكاديمية أو فنية أو تشغل منصباً دولياً مرموقاً كما هي حال غوتيرش الراهنة, تعني حُكماً صهيواميركيا بـ«إعدامه» معنوياً, ومطاردته وتشويه سمعته ونبذه, والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة, تبرز بينها حال الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق النمساوي/كورت فالدهايم. بل هي طالت مؤخراً رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق/ دومينيك دوفيلبان, بسبب تصريح?ته عن «خنق حرية التعبير في الغرب, بسبب سيطرة المال على الإعلام وعالم الثقافة والفن»، وكذلك بسبب مواقفه وتصريحاته التي تتخللها مصطلحات, مثل «الأبرتايد» في وصف ممارسات إسرائيل. الأمر الذي لم يرُق للوبي الصهيوني/الفرنسي, فسارعَ لاتهام دوفيلبان بـ«معاداة السامية», لأن تصريحاته عن سيطرة رأس المال على الإعلام، «استبطنت الغمز من قناة اليهود».

لم يرضخ دوفيلبان (صاحب الخطاب الشهير في مجلس الأمن, الذي أعلن فيه معارضة بلاده الحازم لغزو أميركي/بريطاني للعراق, بدون موافقة مجلس الأمن), لحملة التشويه والإتهام بمعاداة السامية, قائلاً في مقابلة تلفزيونية:"كل الطرق تُؤدي إلى روما، لكن ليس كل الانتقادات تؤدي إلى معاداة السامية».

ويبدو أن السيد غوتيرش مُتمسّك بمواقفه, خاصة عندما جدّد التذكير(في منتدى الدوحة) بدعوته مراراً والاستمرار بمطالبته «إعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية»، والتعبير عن أسفه لفشل مجلس الأمن في القيام بذلك، ثم مُخاطبته الحضور بالقول: «يُمكنني أن أعِدكم، أنني لن أستسلم».

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF